Search The Web

مستنية ايه يلا ابدأي التخسيس الصحي مع بينا

Tuesday, May 1, 2012

صفحات من تاريخ الاسكندرية : سفاح كرموز سعد اسكندر

 
 
سفاح كرموز سعد اسكندراسمه الحقيقي سعد اسكندر عبد المسيح كان" سفاح كرموز " نجم الإعلام بين عامين 1948 و1953 تاريخ إعدامه. أثار الرعب في مدينة الاسكندرية بعد سلسلة جرائم قتل النساء المرتكبة خلال هذه الفترة. هو من أصل صعيدي، من محافظة أسيوط. نزح إلى الاسكندرية بحثاً عن عمل ثم اقترض مبلغاً من المال من أحد اقاربه ثم استأجر شونة لتخزين الغلال لكنه خلال فترة قصيرة حوّلها مسرحاً لجرائمه. بدأت حكاية السفاح تبصر النور في أوائل سبتمبر/ايلول عام 1948، تحديداً في شارع وادي الملوك في حي غبريال الشعبي في مدينة الاسكندرية. في أحد المنازل من هذا الشارع سمعت قطقوطة (20 عاماً) صرخة مدوّية مصدرها الطبقة العلوية من المنزل نفسه حيث تقيم في الدور الأول منه فعرفت بأن ثمة مكروها أصاب الست بمبة التسعينية وتقطن بمفردها في الطبقة العلوية. قفزت درجات السلم الى أن بلغت باب شقة جارتها فوجدته مشرّعاً وإذ دخلت التقت شابا فسألته عن الست بمبة. قال لها : «إطمئني، إنها في الداخل تصليّ» ثم أشار إليها بالدخول إلى الغرفة. ما أن تخطت العتبة مديرة ظهرها حتى باغتها بضربة قوية على مؤخرة رأسها بساطور كان يخفيه خلف ظهره فسقطت غارقة في دمائها. هرب المجرم ونقلت قطقوطة إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت حيث مكثت في غيبوبة فارقت خلالها الست بمبة الحياة لكنّ قطقوطة كتب لها عمر جديد فاستعادت حياتها بأعجوبة لتروي ما حدث معها لرجال الشرطة، مؤكدة على أن القاتل شاب كان يتردد الى البيت واكثر الظنّ أنه شقيق فاطمة صديقتها. حين واجهوها به قالت إنه ليس هو، بل ذاك الشاب تاجر الغزل. فتعرّفت الشرطة من أوصافه الى القاتل الحقيقي سعد اسكندرعبدالمسيح بعدما تعرفت اليه قطقوطة أثر عرض المجرمين في المستشفى فأحيل على النيابة التي قررت احتياطيا إلى حين محاكمته. استغل محاميه التناقض الذي ورد على لسان قطقوطة فأقنع غرفة المشورة بعدم وجود مبرر لإيقافه على ذمة القضية فأفرج عنه بضمانة مالية واختفى لعامين كاملين حتى كاد الناس ينسوه تماماً. في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1951 أبلغ سائق سيارة نقل أنه أثناء مروره في شارع قنال المحمودية شاهد شخصين يتقاتلان: أحدهما تسيل دماؤه بغزارة. كان الاثنان يقفان أمام الشونة في الشارع الذي يحمل الرقم 122. هرول شاويش الدورية ليجد جثة رجل في جلباب مضرّجة بالدماء ولا أحد قربها وباب الشونة مفتوح. من خلال المعاينة المبدئية وجد داخل جيوب الرجل 115 جنيهاً وآثار دماء على الجدران داخل الشونة كما آثار لحفرة فى الأرض. حين حفرت وجدت فيها عظام آدمية. تبين خلال البحث أن مستأجر هذه الشونة هو نفسه سعد اسكندر عبد المسيح مرتكب جريمة قتل بمبة. منذ تلك اللحظة أطلقت الصحافة عليه لقب «سفاح كرموز» لقاء في أبوتيج على بعد نحو 800 كيلومتر من مسرح الحوادث وتحديداً في بلدة ابوتيج في أسيوط كان الملازم أول فخري عبدالملك على رأس كمين نصبه، يفتش سيارة أوتوبيس، فرأى شابا ملامحه ليست غريبة عنه فباغته بسؤاله عن اسمه. رد الشاب مرتبكاً: اسمي جورج عبد السلام. أعاد الضابط السؤال مندهشاً: اسمك. فردّ الآخر بارتباك اكثر: جورج عبد الملك! عبد السلام إزاي؟ فترك الملازم سائر الركاب وحدق الى محدّثه جيدا ثم وضع يده على كتفه قائلاً: انت سعد اسكندر سفاح كرموز. وأمر جنوده بالقبض عليه فورا وتم نقله الى الاسكندرية لاستكمال التحقيقات معه في القضية الأخيرة. أشارت التحريات أنه استولى من التاجر على مبلغ 600 جنيه ولم ير مبلغ الـ 115 جنيه الذي وجد في أحد جيوب القتيل بعد اكتشاف الجريمة. لكن السؤال الذي فرض نفسه على رجال المباحث : من يكون صاحب الجثة الأخرى التي وجدت مدفونة في الشونة؟ أشارت التحريات الى أنها تعود الى تاجر الأقمشة المتجول وزيري الذي أبلغت أسرته عن اختفائه منذ أشهر وقال بعض الشهود إنهم شاهدوه يدخل الشونة بعربته الخشبية بناء على طلب سعد اسكندر. بعد التفتيش الدقيق عثر على آثار العربة محروقة في أحد أركان الشونة وقال تجار سوق الأقمشة بأن سعد باعهم منذ فترة كمية من الأقمشة من دون معرفة مصدرها. رغم ذلك ظل سعد ينكر علاقته بهذه الجرائم، قائلاً إنه استأجر هذه الشونة على أمل أن يقيم فيها مصنعا للنسيج. لكن الحقيقة أن هذه الشونة كانت وكرا لعلاقاته الغرامية. بعد تفتيش منزله عُثر على عدد من مجلة الشرطة وفيها قصص جرائم ريا وسكينة، كما عثرت الشرطة على إشارات وضعها حول الجزء الذي يتحدث عن كيفية إخفائهما لجثث ضحاياهما تحت أرضية منزلهما،فما كان من الشرطة إلا أن قدمته الى النيابة التي أحالته بدورها على محكمة الجنايات فصدر ضده حكمان بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضيتي قتل بمبة ومحاولة قتل قطقوطة، ثم أحالت أوراقه على المفتي في قضيتي مقتل تاجري الأقمشة. فور صدور الحكم هلل كل من في القاعة وصاح الجميع «يحيا العدل»، بينما تسمر سعد اسكندر في مكانه ثم انهار على المقعد داخل القفص الحديدي ما اضطر حرس المحكمة إلى حمله إلى «سيارة الترحيلات» لنقله الى السجن. لكن مصر كلها لم تسترح إلا حين صدور صحف يوم 26 فبراير من عام 1956 لتزف الى الناس خبر إعدام سفاح كرموز

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...