Search The Web

مستنية ايه يلا ابدأي التخسيس الصحي مع بينا

Sunday, May 6, 2012

مكتبة مصرية تصدر موسوعة أسماء شوارع الإسكندرية للمؤرخ الجزايرلي


استغرق جمعها 30 عاما.. وتوفي صاحبها دون أن ينشرها
يوسف فهمي الجزايرلي
الموسوعة
 
استكمالا لدوره في الاهتمام بتراث الإسكندرية، أصدر مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط بمصر (أليكس ميد)، بمكتبة الإسكندرية، موسوعة أسماء شوارع الإسكندرية لصاحبها الأديب والمؤرخ الراحل يوسف فهمي الجزايرلي، وهي إحدى الموسوعات المهمة التي توفي صاحبها دون أن يوفق في نشرها. تقدم الموسوعة، التي تقع في 3 أجزاء، كل المعلومات الممكنة عن الأشخاص الذين تطلق أسماؤهم على شوارع مدينة الإسكندرية. والمطلع على هذه الموسوعة يجد نفسه مبحرا في كل العلوم، مستغرقا كل الأزمان، ووسيلته في هذا الإبحار كلمات مؤلف الموسوعة السلسة والمنسابة.
ويقول الدكتور محمد عوض، مدير مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الموسوعة ذات أهمية تاريخية وعلمية كبيرة، مكث الجزايرلي ثلاثين عاما، ما بين جمع المادة وتنقيحها. وتتسم بالتنوع في المجالات التي تغطيها، فنجد في هذه الموسوعة أعلام التاريخ والاجتماع والأدب والسياسة، وأسماء الموجودات، ومجموعة كبيرة من العلماء والشعراء والأعلام الذين لم ينالوا حظا من الشهرة، حيث ذكرت الموسوعة ما يزيد على ألف وثلاثمائة مادة».
تتضمن الموسوعة شرحا مستفيضا لبعض المواد، ومنها مثلا كلمة «إسكندر»، حيث شرح فيها تاريخ مدينة الإسكندرية من قبل الميلاد حتى العصر الحديث، وهو ما يجعل هذه الموسوعة مرجعا مهما في مثل هذه المواد.
وقد عرض المؤلف مواد موسوعته مرتبة حسب اسم الشارع أبجديا، وذكر نوع المكان الذي أطلق عليه الاسم بجانبه (شارع – زقاق – حارة – ميدان– عطفة - ممر - حديقة - طريق)، كذلك ذكر القسم الذي يتبعه الشارع مثل: (الجمرك – المنتزه - سيدي جابر - كرموز - الرمل - محرم بك - باب شرقي - مينا البصل - العطارين - المنشية - اللبان - أبو قير - العامرية).
ويوضح الدكتور عوض أن الجزايرلي يعتبر شاهدا على حقبة تاريخيه مهمة، فقد عاش من بداية القرن العشرين، وعمل تعليمه الشرعي واللغوي وتجنيده في الجيش الفرنسي على تكوين ثقافة خاصة لديه، مبينا أن المُطالع لهذه الموسوعة يجد متعة أثناء مطالعته، مختلطة بمشاعر التعجب والانبهار، فكيف استطاع شخص واحد أن يجمع كل هذه المعلومات في كل هذه المجالات؟! يذكر أن يوسف الجزايرلي ولد بحي الجمرك من أب جزائري وأم من أصل تونسي، نزح والده إلى الإسكندرية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، أكمل يوسف تعليمه الابتدائي بمدرسة إبراهيم باشا، مما أدى إلى حفظه القرآن الكريم وتمكنه من اللغة العربية وقواعدها، وكان دائما يرجع إلى القرآن الكريم في النحو والصرف والإعراب، ثم التحق بالمدرسة الثانوية، وحين أتم دراستها تم استدعاؤه إلى فرنسا حيث كان تحت الحماية الفرنسية، وتم تجنيده في الحرب العالمية الأولى، وحارب في صفوف فرنسا ضد الألمان، وكان دائما يحكي عن أهوال هذه الحرب التي خاضها مرغما. وأثناء وجوده في فرنسا، وحين زيارته لمتحف اللوفر، لاحظ وجود موسوعة عن شوارع باريس، فاطلع عليها وعرف طريقة وصفها وأهميتها كمرجع لأسماء الشوارع وتاريخها وتاريخ واسم الملقب به الشارع.
وبعد انتهاء مدة تجنيده ورجوعه إلى مصر التحق ببلدية الإسكندرية (محافظة الإسكندرية الآن)، التي تدرج بها حتى وصل إلى درجة مدير عام السكرتارية ببلدية الإسكندرية. ثم التحق بالحقوق الفرنسية، عن طريق المراسلة، وحصل على ليسانس الحقوق في ذلك الحين، وقد صمم على أخذ الجنسية المصرية له ولأولاده ولزوجته، وكان ذلك في عام 1936.
كان الجزايرلي أحد المؤسسين لجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية عام 1932، التي أصبحت هيئة الفنون والآداب بالإسكندرية، وكان شاعرا مبدعا، وله ديوان شعر كامل، وكان ينشر أشعاره في جريدة «البلاغ» و«المقطم». عكف على تأليف موسوعة شوارع الإسكندرية، واستغرقت منه نحو ثلاثين عاما بحثا وتنقيبا، حتى أكملها في عام 1967، وتم عرضها على المرحوم الأستاذ حمدي عاشور، محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، ووافق على طبعها، ولكن قامت حرب 1967، فتم تأجيل طبعها حتى تنتهي ظروف الحرب والطوارئ. ومن بعدها تم تعيينه من قبل محافظة الإسكندرية في هيئة تسمية الشوارع بالإسكندرية. ثم طبع مقتطفات من الموسوعة، وهي: «إسكندرية في فجر القرن العشرين»، وكذلك «سكندريات».
توفى الجزايرلي في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 إثر سماعه إحداث القوات الإسرائيلية ما عرف بـ«الثغرة» في القوات المصرية أثناء حرب أكتوبر، وأسلم الروح تأثرا بهذا الحدث؛ كونه كان محبا لمصر وشديد الإحساس بالوطنية.

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...