Search The Web

مستنية ايه يلا ابدأي التخسيس الصحي مع بينا

Sunday, December 25, 2011

الاسكندرية تودع فيلاتها الأثرية‏ !‏


عروس البحر المتوسط الاسكندرية في خطر حقيقي بسبب مافيا المقاولات‏..‏ فمن يصدق أن أجمل شواطئها بدأت في التحول لمقالب عمومية لمخلفات البناء كما هو الحال في منطقة بيئر مسعود والعجمي وغيرها بينما اختفت شوارع بالكامل من علي خريطة المدينة لتحل محلها جبال المخلفات إلا أن ما يثير الدهشة الحقيقية أن فيلات الاسكندرية الشهيرة
 التي تجسد ملامح التراث المعماري التاريخي بالمدينة تتواري وتختفي بين عشية وضحاها في تحد واضح لقوانين المحافظة علي الإرث الحضاري للاسكندرية حيث عمد أصحابها علي الابقاء علي توصيلات المياه لها لإخفاء معالم جريمة إزالة هذه الفيلات ولتمكينهم من البناء عليها مستقبلا!!
إن ما تشهده الاسكندرية أصبح أمرا يثير العديد من التساؤلات حول صمت الأجهزة المسئولة عما يجري بها وكأن الأمر لا يعنيهم!!
يصرخ عبد الله الشرقاوي مواطن سكندري متسائلا: من يصدق أن يقوم بعض من معدومي الضمير بالبناء في حرم الطريق بمنطقة العجمي مثلا حتي وصل الأمر إلي اختفاء شوارع بالكامل بعد ضياع ملامحها وتحولها إلي غابات أسمنتية.
أما عبد القادر الشحات( مهندس) ـ فيشير إلي عمليات هدم المنازل القديمة بعد أن أغلقت مناطق عديدة بطول مسطح ترعة المحمودية بتلال من مخلفات الهدم وايضا المنطقة التي تقع خلف حدائق أنطونياوس لقد اختفت تماما من علي خريطة الاسكندرية بعد أن أغلقتها جبال مخلفات الهدم والبناء والقمامة ولم تعد شريانا مروريا يربط منطقة ترعة المحمودية بوسط المدينة.. ويؤكد محمد هاشم البدري ـ محاسب ـ علي أمر غاية في الخطورة بل شاهد علي جريمة لن يسكت عليها شعب الاسكندرية وهي قيام العديد من مقاولي الهدم باتخاذ البحر بمنطقة ميامي بجوار بير مسعود مقلبا حيث يلقون به مخلفات الهدم بواسطة سيارات عملاقة في مشهد يروع الجميع الذين يقفون عاجزين أمام اناس يتسمون بالجرأة والجبروت!
ومن الآثار المخيفة اختفاء فيلات الاسكندرية الأثرية: أثناء عمليات الهدم وهذا ما يوضحه لنا عبد الخالق حسن أن الاسكندرية شهدت خلال الشهرين الماضيين هدم أكثر من(200) فيلا منها الأثرية المحظور هدمها داخل المجلد التراثي.. ولا تتوقف آثار هذه الجريمة علي مجرد القضاء علي التراث المعماري وإنما يمتد الخطر إلي العبث بتوصيلات المرافق العمومية من مياه وغاز وكهرباء ولكن المقاولين يلجأون للتحايل ويقومون معه بقطع المرافق بمعرفتهم وذلك لحين الانتهاء من عمليات الهدم بهدف اعادة البناء علي اراضي هذه الفيلات وبعدها يقومون باعادة المرافق مرة أخري للعقار الذي تم بناؤه في أيام قليلة ويكون بذلك في غير حاجة الي تقديم طلبات جديدة لتوصيل المرافق فهي موجودة بذات العنوان..
السؤال طرحناه علي المهندسة نادية عبده رئيس شركة مياه الاسكندرية: كيف تسمحون بمثل هذا التحايل؟؟ فترد قائلة: اذا كان العقار له ترخيص وتتوافر له الاشتراطات القانونية فله الحق في توصيلات رئيسية بعدادات وتوصيلات فرعية لكل وحدة سكنية علي حدة.
وتضيف قائلة: لايمكن دخول أية توصيلات رسمية للعقارات التي تم بناؤها بدون ترخيص علي الأملاك ويلزم في هذه الحالة قيام الشركة بقطع المياه اذا حصل عليها المقاول بطرق غير مشروعة أو قانونية مع توقيع غرامات مالية تتناسب مع كل مخالفة وفيما يتعلق بالمناطق العشوائية ـ مازالت تواصل رئيس شركة مياه الاسكندرية حديثها ـ فهناك قانون يجيز دخول المياه لهذه المناطق للمساكن بالدور الأول والثاني علوي فقط حتي لو كانت هذه الادوار مخالفة.. أما بقية الأدوار يتم إدخال عدادات بأرقام كودية.
وعن أصحاب المخالفة تقول: لم يتقدم لنا في الاساس أحد منهم رغم هذا الكم الهائل من العقارات التي بنيت ولذلك نحن نعاني من مشكلة صعوبة اكتشاف كل من هدم منازل أو فيلات واستخدم مياه الشركة دون علمنا في أوقات غير محددة.. وعندما نطبق القانون وتقوم الشركة بقطع المياه نفاجأ بإعادة مد للتوصيلات اليوم التالي مباشرة ولا ندري. متي وكيف اعادها مرة اخري.. أنها لعبة القط والفار!!.
وهل تجوب سيارات النقل شوارع الاسكندرية حرة طليقة لإلقاء مخلفات البناء في اي مكان حتي وصل الأمر إلي طريق الكورنيش؟؟
سؤال توجهنا به الي اللواء مدحت قريطم مدير ادارة المرور بالإسكندرية والذي أجاب قائلا.. هناك إتفاق بين المحافظة ومديرية امن الإسكندرية علي تعيين سيارة نجدة وضابط مباحث وموتوسيكل مرور خدمة علي الطريق الدولي علي مدار24 ساعة وتنحصر مهمتهم فقط في ضبط سيارات النقل التي تلقي بالمخلفات بالطريق الدولي.. أما فيما يتعلق بقيت المناطق فان ادارة المرور تقوم بضبط اي سيارة محملة بالمخلفات وتقوم بالقائها في اي مكان بالاسكندرية وليس في مركز القاء المخلفات الواقع اول الطريق الدولي والذي انشأته المحافظة لهذا الغرض.. ويرجع تراكم تلال مخلفات البناء والهدم بالطرق سواء بالدولي او المحور او طريق ترعة المحمودية الي ان هذه الجريمة تتم بعد منتصف الليل وهنا يصعب ضبطها!!
ويضيف أنه توجد خدمات مرورية في الطرق الرئيسية مثل طريق الحرية والجيش علي مدار24 ساعة وهذه الخدمات قامت بضبط نحو(3030) سيارة نقل اثناء سيرها بالطرق الرئيسية حيث يتم ضبط السيارات غير الحاصلة علي تصريح من ادارة المرور والذي يسمح بتحميل تلك السيارات في حالة وجود تراخيص هدم وبناء بحيث تكون صورة هذه التراخيص مع السائقين!!
ويبقي السؤال الأهم والذي يدور حول اختفاء اماكن وشوارع ومبان بالكامل من المشهد العام لمحافظة الاسكندرية وهو السؤال الذي وجهناه لمحافظها د. اسامة الفولي والذي أجاب بسرعة قائلا لقد بدأت حملة مكثفة لازالة التعديات بالقاء مخلفات البناء او القمامة بالاشتراك مع احدي الشركات الكبري تزامنا مع التخطيط الشامل لهذه المناطق لكي يوفر السيولة المرورية للاسكندرية بالتنسيق مع اجهزة الشرطة والاحياء والتي يجب ان تدرك حقيقة مسئوليتها نحو الحيلولة دون تكرار هذه المخالفات والجرائم الاجتماعية.
وعن المقصود بالتخطيط يقول.. هناك تخطيط عام لتطوير مسطح ترعة المحمودية يمينا ويسارا والذي بدأ قبل الثورة وتعثر التمويل بعد الثورة الا اننا نحاول تدبير التمويل اللازم لاتمام مشروع التطوير والقيام باعمال جديدة في حدود الامكانات المتاحة.
وفيما يتعلق بالمنطقة الواقعة خلف حدائق انطونياويس بترعة المحمودية فقد تقرر فتح الطريق بعد رفع اعمال الردم وانشاء كوبري فوق الترعة يتجه مباشرة الي ميدان المطار ويكون في اتجاه واحد فقط للمتجه الي منطقة المطار علي أن يكون الطريق الموازي له من الجهة الاخري للقادمين من المطار الي داخل المدينة وهذا الأمر سيؤدي الي حدوث سيولة مرورية كبيرة في مسطح ترعة المحمودية.

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...